تعد اجراءات الخلع من المواضيع الشائكة التي تهم كثير من المترددين على محاكم الأحوال الشخصية نظرا لكثرة القضايا والدعاوى القضائية المنظورة في تلك المحاكم وكذلك شروط الخلع
حيث أعطت الشريعة الإسلامية حقّ الطلاق للزوج، وفي المقابل جعلت للمرأة الحقّ في الخُلع؛ وهو افتداء المرأة نفسها بعوضٍ يأخذه الزوج منها، أو ممن ينوب عنها، وذلك إذا كرهت الزوجة زوجها وفي التالي نعرض اهم ما جاء في ذلك الموضوع .
اجراءات الخلع في السعودية وفقا لما ورد عن وزارة العدل 2020:
تتمثل إجراءات الخلع في السعودية في التالي:
1 – اللجوء للمحكمة المختصة وهي محاكم الأحوال الشخصية وإن لم توجد بالمنطقة محكمة الأحوال الشخصية فالمحكمة العامة .
2 – تعبئة نموذج صحيفة الدعوى ويمكن الحصول عليه عن طريق قسم صحائف الدعوى في المحكمة
أو عن طريق موقع الوزارة على الانترنت .
رابط تقديم دعوى إلكترونية عن طريق موقع وزارة العدل
3 – أخذ موعد عن طريق قسم الإحالات والمواعيد بالمحكمة.
4 – الحضور في الموعد المحدد وتقديم الدعوى مكتوبة أو مشافهة، ويقوم القاضي بضبط حضور الزوجة المدعية
ويذكر المعرف بها، أو حضور وكيلها.
5- تذكر المدعية أن المدعى عليه زوج لها، وعدد الأولاد إن وجدوا، والمهر المسمى بينهما
وتطلب مخالعتها من زوجها واستعدادها لبذل العوض للحصول على حكم الخلع واستكمال اجراءات الخلع .
6- إذا ادعت الزوجة في زوجها عيوباً خُلُقية أو خَلقية غير عيوب النكاح وطلبت الخلع،
فيسأل الزوج عن ذلك فإن صادق على وجودها ووافق على الخلع والعوض أجرى القاضي اجراءات الخلع بينهما.
7- مخالعته إذا ادعت الزوجة كره زوجها وأنها لا تنقم عليه في خلقٍ ولا دين وأنها تبغضه وطلبت
وبذلت له المهر الذي أصدقها إياه.
ورفض الزوج ذلك وفي هذة الحالة يكون للقاضي الحكم بمايراه محققاً للمصلحة من التحكيم بين الزوجين لعموم قوله تعالى:
(وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً)
صدق الله العظيم
أو إجراء المخالعة لحديث امرأة ثابت بن قيس حينما قالت ما أعتب عليه في خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام،
فقال رسول الله :
(أتردين عليه حديقته؟ قالت: نعم. قال رسول الله : اقبل الحديقة وطلقها تطليقه) وفي رواية اخرى :
(قال لها: أتردين عليه حديقته؟ قالت: نعم وزيادة، قال: أما الزيادة فلا).
معني الخلع :
عرف العلماء معنى الخلع عدة تعريفات نذكر منها
الخلع هو فراق الزوجة بعوض يأخذه الزوج منها مقابل ذلك ،
أو من غيرها، بألفاظ مخصوصة. ولا يمكن للزوج أن يعود إليها.
وسمي بالخلع لأن المرأة تخلع نفسها من الزوج كما تخلع اللباس من بدنها.
الخلع هو الانفصال الذي يتم بين الزوجيْن بناءً على الدعوى التي تتقدم بها الزوجة على وجه التحديد للمحكمة،
حيث تقوم بافتداء نفسها، بمعنى أن تقوم بإرجاع المهر إلى زوجها أو تقديم العوض،
ويعتبر الخلع حكماً لا مجال للطعن فيه عندما يصدر.
حكم واجراءات الخلع في الإسلام :
هو مباح، ولكنه مبغوض في الوقت نفسه، وقد أباحه الله تعالى للحد من المشاكل التي قد تلحق بالزوجين .
وقد اقتضت حكمة الله سبحانه إذ جعل الطلاق بيد الرجل وحده،
وأن يجعل الخلع بيد المرأة حتى إذا ضاقت عليها الأمور وأغلقت في وجهها الأبواب
وايقنت انها لاتسطيع ان تكمل هذة العلاقة و وجدت مخرجاً من النكاح،
فالخلع فداء بعوض من المرأة للزوج، تملك بموجبه أمرها، ولا يجوز للزوجة أن تلجأ إليه إلا إذا تضررت من زوجها ولم تقدر على الطلاق منه، أو خافت ألا تقوم بحقوقه الشرعية الواجبة عليها .
وهو جائز بإتفاق أهل العلم لقول الله تعالى:
فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ {البقرة:229}.
ولم يخالف في ذلك إلا من لا يعتد بخلافه فيه، ولا يتوقف العمل بالخلع على الحاكم أو القاضي،
بل كلما اتفق الطرفان على الخلع فإنه يمضي وتملك المرأة بموجبه أمرها.
والأصل أن الخلع لا يجوز إلا بموافقة الزوجين، لأن المرأة فيه هي الباذلة للمال (عوض يأخذه الرجل أو رد المهر المتفق علية )،
ولا يجوز حملها على دفع مالها في الخلع بغير رضاها،
كما أن الرجل هو المالك للعصمة ولا يصح حمله على تركها بغير رضاه،
ولكن هذا الأصل قد يعدل عنه في بعض الأحوال كما إذا حصل شقاق بين الزوجين ولم يمكن إصلاحه،
فوجب في هذه الحالة وفقا لأمر الله ببعث الحكمين في هذه الحال، قال الله تعالى:
وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا. {النساء:35}.
ومثل هذا ما إذا تضررت المرأة بالبقاء في حبال الزوج وكرهته فيجوز للقاضي حينئذ أن يوقعه عليه إذا ثبت لديه بالقرائن والدلائل الواضحة حاجة الزوجة له.
ولكن لا يجوز للمرأة أن تسارع إلى الخلع وتبدأ اجراءات الخلع دون سبب لذك او مضايقة الرجل به .فقد ورد الحديث بالزجر الشديد عن ذلك قال صلى الله عليه وسلم:
إن المختلعات والمنتزعات هن المنافقات. رواه الطبراني وصححه الألباني.
وجاء في فيض القدير: أي اللاتي يطلبن الخلع والطلاق من أزواجهن لغير عذر هن منافقات نفاقاً عملياً.
وعلى هذا فإنا نقول: ما دامت المرأة قد رفعت أمرها للقاضي طالبة للخلع وحكم القاضي لها بذلك
فقد حصل الخلع وانحلت عقد النكاح بين الزوجين،
وصار كل منهما أجنبياً عن الآخر،وقلنا ذلك لأن القاضي لا يحكم بالخلع إلا إذا ثبت عنده موجب ذلك ولو بمجرد قول الزوجة إنها قد كرهت زوجها وصارت لا تطيق الحياة معه فإن هذا سبب كاف لإيقاعه والحكم به.
ثم إنا نقول: ما دامت الزوجة قد وصل بها الحال إلى أن ترفع أمرها إلى المحاكم تطلب من القضاة التفريق بينها وبين زوجها فلا شك أنها مبغضة له كارهة للبقاء معه
وهو امر لا يساعد على حياة سوية ، فأي مصلحة للرجل بعد ذلك في أن يمسك ويرتبط امرأة لا تحبه، وهل هذا إلا مناقضة لمقصود الشارع من الزواج حيث جعله سكناً ورحمة ومودة،
وقد ألزم بعض الحكام الفضلاء الأزواج بالخلع في مثل هذه الحالات.
الفرق بين الخلع والطلاق :
الخلع هو القرار الذي يصدره قاضي المحكمة بإنهاء عقد النكاح والزواج بناء على طلب الزوجة، ويشترط عند الترك أن تتنازل الزوجة عن حقوقها المالية للزوج برضا نفسها،
كما يشترط في عملية الإرجاع رضا الطرفين، كما يجب أن يقوم الزوج بعمل عقد قران ومهر جديدين عند وقوع الخلع والرغبة بالرجوع .
الطلاق هو الأمر الذي يقرره الزوج بدون اللجوء إلى المحاكم، وبدون أي مردودات مالية من طرف الزوجة،
ولا يشترط في جميع الحالات أن يتم عقد قران وتقديم مهر جديد.
إقرأ ايضا شروط وإجراءات رفع دعوى خلع في قانون الخلع في السعودية
كيفية حجز موعد عبر خدمة المواعيد الإلكترونية من بوابة ناجز الإلكترونية Najiz.Sa
شروط صحة الخُلع:
حتى يكون الخلع صحيحاً لا بدّ أن تتوافر فيه بعض الشروط وهي :
- أن تتوافر الأهلية في الزوج، فإنّ كلّ زوجٍ لا يصحّ منه الطلاق، لا يصحّ خلعه أيضاً.
- أن يكون النكاح بين الزوجين صحيحاً قائم سواءً أكان ذلك قبل الدخول بينهما أو بعده، ولو كانت الزوجة مطلقةً طلاقاّ رجعياً ما دامت في عدتها.
- أن يصدر من الزوج بالصيغة المشروعة.
- التراضي والقبول بين الزوجين هذا لا يمنع انه يصح فى حاله رغبة الزوج به .
- أن يكون الخلع على مالٍ بائن يصحّ فيه التملك، سواءً أكان نقداً أو عيناً أو منفعة، وسواءً أكان من المرأة أو من غيرها، وكلّ ما صحّ أن يكون صداقا .
شروط الخلع التي تسبق اجراءات الخلع في السعودية:
تعد شروط الخلع في المحاكم السعودية هي شروط عامة للطلاق في الإسلام لعدم قدرة الزوجة اكمال حياتها مع زوجها لكره الزوجة شيئ من زوجها أو بسبب بخل أو عدم اتفاق فكري أو جسدي،
وما يفرقه عن الطلاق هو يجب أن يرضى الزوج بالمقابل التعويضي من المرأة للتطليق ويكون عادناً برد المهر للزوج ويكون الطلاق بتلفظ لفظ الطلاق من قبل الزوج.
والله اعلم مع اطيب التحيات المقدمة موقع إجراءاتي .
وبالنهاية يتمنى موقع إجراءاتي أن يكون قد أوفى متطلبات بحثك ولايسعنا إلا شكركم على اطلاعكم ولا تبخلوا علينا بمشاركة الموضوع على منصات التواصل الاجتماعي لتعم الفائدة .
ولا تترددوا في طرح أي سؤال في التعليقات وان شاء الله ستجدون الإجابة في أقرب وقت ممكن .